كيف تؤثر أسواق الأسهم العالمية على سوق الفوركس
توقع حركة العملات من خلال سوق الأسهم
ببساطة، يمكنك استخدام مؤشرات الأسهم كأداة لتوقع تحركات العملات في الفوركس، تمامًا كما لو كانت بلورة سحرية تساعدك في رؤية المستقبل، فهل تعلم أن أسواق الأسهم يمكن أن تكون أداة فعّالة لمساعدتك في توقع حركة العملات؟
كما تلاحظ من التلفاز والراديو والصحف، فإن سوق الأسهم يُعتبر من أكثر الأسواق المالية التي تحظى بتغطية إعلامية واسعة.
من النقاط الأساسية التي يجب تذكرها أنه لشراء أسهم في بلد معين، يجب أن تمتلك العملة المحلية لهذا البلد.
عند استخدام أسواق الأسهم العالمية لاتخاذ قرارات في سوق الفوركس، قد تكون هناك مشكلة في معرفة أيهما يؤثر على الآخر أولاً.
يشبه هذا السؤال محاولة الإجابة عن: "من جاء أولاً، الدجاجة أم البيضة؟" أو "من هو المسؤول؟" هل أسواق الأسهم هي التي تحدد اتجاه السوق؟ أم أن سوق الفوركس هو الذي يقرر؟
النظرية الأساسية تقول إنه عندما يرتفع سوق الأسهم المحلي لبلد ما، تزداد الثقة في اقتصاد ذلك البلد، مما يؤدي إلى تدفق الأموال من المستثمرين الأجانب إليها. هذا الارتفاع في الطلب على العملة المحلية يدفعها للارتفاع مقابل العملات الأجنبية الأخرى.
على الجانب الآخر، عندما يكون أداء سوق الأسهم المحلي للبلد ضعيفًا، تتزعزع الثقة، مما يدفع المستثمرين لتحويل أموالهم المستثمرة مرة أخرى إلى عملاتهم المحلية. مما يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة المحلية لذاك البلد.
اكتشف كيف يرتبط هذا بـ كيفية استخدام تحليل الأطر الزمنية المتعددة لتحديد نقاط دخول وخروج أفضل في مقالنا التالي
مثال: العلاقة بين الدولار وستاندرد أند بورز 500
رغم أن هذه النظرية تبدو جيدة من الناحية النظرية، إلا أن الواقع قد يكون أكثر تعقيدًا. على سبيل المثال، العلاقة بين الدولار الأمريكي ومؤشر S&P 500 لم تكن دائمًا ثابتة.
خلال العشرين عامًا الماضية، كما هو موضح أدناه، تحركت هذه العلاقة معًا في بعض الأحيان، وتحركت في اتجاهات متعارضة في أحيان أخرى، وفي بعض الأحيان كانت غير مرتبطة على الإطلاق.
لكن هذا لا يعني أن العلاقة بين الأسهم وسوق الفوركس غير مهمة. من الضروري أن تعرف متى تكون هذه العلاقة مؤثرة (سواء بشكل إيجابي أو سلبي) ومتى تكون غير ذات تأثير.
إليك مثالًا حول كيفية تحرك أسواق الأسهم في الولايات المتحدة واليابان بشكل متعارض مع تحركات عملاتها. في كثير من الأحيان، تؤثر الأخبار الاقتصادية الإيجابية في الولايات المتحدة واليابان على عملات البلدين، الدولار والين، بطريقة تؤدي إلى انخفاض قيمتها.
لنأخذ مثالاً على العلاقة بين مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر نيكاي 225، وهو مؤشر الأسهم الياباني:
منذ بداية القرن، كان المؤشران يتحركان معًا في أوقات كثيرة، حيث يرتفعان وينخفضان في نفس الوقت.
أحيانًا، قد يتقدم أحد المؤشرات، فيرتفع أو ينخفض أولاً قبل أن يتبعه الآخر. رغم أن هذا لا يحدث دائمًا، فإن أسواق الأسهم العالمية عمومًا تميل للتحرك في اتجاهات متشابهة.
على سبيل المثال، إذا أراد مستثمر أوروبي شراء أسهم في اليابان، فسيتعين عليه أولاً تحويل اليورو (EUR) إلى الين الياباني (JPY). وهذا الطلب المتزايد على الين سيؤدي إلى ارتفاع قيمته. وفي المقابل، سيؤدي بيع اليورو إلى زيادة معروضه، مما يضغط على قيمته لينخفض.
ببساطة، عندما تكون التوقعات لسوق الأسهم في بلد معين إيجابية، ستتدفق الأموال الدولية إلى هذا البلد. أما إذا كان سوقها للأسهم يعاني من مشاكل، فإن المستثمرين الدوليين سيقومون بسحب أموالهم والبحث عن مكان آخر للاستثمار.
حتى إذا كنت لا تتداول الأسهم، كمتداول في سوق الفوركس، من المهم أن تتابع أداء أسواق الأسهم في الدول الكبرى.
إذا بدأ سوق الأسهم في بلد معين في التفوق على سوق الأسهم في بلد آخر، يجب أن تتوقع أن الأموال ستتحرك من البلد ذو السوق الضعيف إلى البلد ذو السوق القوي.
هذا يعني أن قيمة عملة البلد الذي يمتلك سوق أسهم قوي ستزداد، في حين قد تنخفض قيمة عملة البلد ذو السوق الأضعف.
لمعلومات أكثر تفصيلاً، لا تفوت مقالنا عن كيف يؤثر سوق الأسهم على سوق الفوركس
القواعد العامة التي يمكن استنتاجها هي:
سوق أسهم قوي يؤدي إلى عملة قوية.
سوق أسهم ضعيف يؤدي إلى عملة ضعيفة.
إذا قمت بشراء عملة البلد الذي يمتلك سوق أسهم قوي وبعت عملة البلد الذي يمتلك سوق أسهم ضعيف، فقد تحقق أرباحًا جيدة.
إذا كنت غير مطلع على مؤشرات الأسهم العالمية الرئيسية، فأنت محظوظ، حيث أعددنا لك تعريفاً لبعض هذه المؤشرات الهامة:
مؤشر الأسهم
الوصف
داو جونز (Dow Jones)
مؤشر داو جونز الصناعي يُعتبر أحد أهم مؤشرات الأسهم في الولايات المتحدة. يقيس أداء تداول أسهم أكبر 30 شركة مدرجة في البورصة. على الرغم من اسمه، فإن معظم هذه الشركات لا تعمل في الصناعات الثقيلة، بل هي تمثل بعضًا من أكبر الشركات الأمريكية في مختلف القطاعات. يُعتبر داو جونز مؤشرًا مهمًا للمستثمرين حول العالم ويعكس بوضوح الحالة العامة للسوق، مما يجعله حساسًا للأحداث الاقتصادية والسياسية سواء في الولايات المتحدة أو خارجها.
الشركات المدرجة في مؤشر داو كبيرة جدًا لدرجة أنك قد تتعامل مع واحدة منها على الأقل يوميًا. تخيل حياتك بدون Apple، ماكدونالدز، ديزني، أو نايك؟ نعم – هذه الشركات كلها مدرجة في داو!
ستاندرد آند بور 500 (S&P 500)
مؤشر S&P 500 يتتبع أداء أسهم أكبر 500 شركة في الولايات المتحدة، ويُعتبر مقياسًا رئيسيًا للاقتصاد الأمريكي. يُستخدم المؤشر كأداة للتنبؤ بالاتجاهات الاقتصادية، ويُعد من بين أكثر المؤشرات تداولًا بعد مؤشر داو جونز. تعتمد العديد من صناديق الاستثمار المشتركة، وصناديق الاستثمار المتداولة وصناديق المعاشات على تتبع أداء S&P 500 لاستثمار أموالها.
ناسداك (NASDAQ)
ناسداك تعني "الرابطة الوطنية لتجار الأوراق المالية للأسعار الآلية". يشير هذا المصطلح إلى أكبر سوق إلكتروني لتداول الأوراق المالية في الولايات المتحدة، ويضم حوالي 3,700 شركة ومؤسسة. يُعتبر ناسداك أيضًا السوق الذي يشهد أكبر حجم تداول بين أسواق الأسهم في العالم. ويشتهر بتداوله للأسهم التكنولوجية الكبرى مثل أبل ومايكروسوفت.
نيكاي (Nikkei)
مؤشر نيكاي هو المؤشر الرئيسي لسوق الأسهم اليابانية، ويشبه إلى حد كبير مؤشر داو جونز في الولايات المتحدة. وهو المتوسط الأكثر اقتباسًا في سوق الأسهم اليابانية. يُعتبر متوسطًا مرجحًا لأسعار أسهم أفضل 225 شركة ويُستخدم لقياس الحالة العامة للسوق اليابانية.
يشمل مؤشر نيكاي شركات مثل تويوتا، والخطوط الجوية اليابانية، وفوجي فيلم.
داكس (DAX)
داكس هو اختصار لمؤشر "دويتشر أكتيين إندكس" (من الأفضل أن تتذكره بلقب داكس فقط). هو مؤشر سوق الأسهم في ألمانيا ويشمل أكبر 40 شركة من الشركات الكبرى المدرجة في بورصة فرانكفورت. ونظرًا لكون ألمانيا أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، فإن داكس يُعتبر المؤشر الأكثر متابعة في منطقة اليورو بأكملها. بعض الشركات المدرجة في مؤشر داكس تشمل أديداس، وبي إم دبليو، ودويتشه بنك.
دي جي يورو ستوكس 50 (DJ EURO STOXX 50)
مؤشر داو جونز يورو ستوكس 50 هو المؤشر الرئيسي للشركات الكبرى في منطقة اليورو، ويتألف من أكثر من 50 سهمًا في القطاعات الرئيسية من 12 دولة في منطقة اليورو. تم إنشاء هذا المؤشر من قبل شركة ستوكس المحدودة، وهي مشروع مشترك بين دويتشه بورصه AG، وداو جونز، وسويسرا سيكس للصرافة.
حيث يُعتبر المؤشر مرجعًا مهمًا لأداء السوق في منطقة اليورو.
فوتسي (FTSE)
مؤشر فوتسي يتتبع أداء أسهم أكبر الشركات البريطانية من حيث رأس المال المدرجة في بورصة لندن.
هناك عدة نسخ من هذا المؤشر اعتمادًا على عدد الشركات المدرجة في المؤشر، مثل فوتسي 250 أو فوتسي 100 الذي يشمل أكبر 100 شركة. يُستخدم فوتسي كمقياس لأداء الاقتصاد البريطاني.
هانغ سنغ (Hang Seng)
مؤشر هانغ سنغ هو المؤشر الرئيسي لسوق الأسهم في هونغ كونغ. من خلال تسجيل ومراقبة تغيرات الأسعار اليومية للأسهم المدرجة في المؤشر، يتتبع المؤشر أداء أسهم الشركات الكبرى في هونغ كونغ ويُعتبر مؤشرًا هامًا لحالة السوق هناك.
يتم تجميع هذا المؤشر حاليًا من قبل شركة HSI Services Limited، وهي شركة تابعة لبنك Hang Seng.
