أدرجت منصة بينانس عملتي ميم جديدتين، PNUT و ACT، مما تسبب في ارتفاع أسعارهما بأكثر من 2000%. أثار هذا الإجراء جدلاً بين الخبراء، حيث حذر البعض من مخاطر التلاعب بالسوق وخسارة المستثمرين الصغار. بينما دافعت بينانس عن قرارها، مؤكدةً على دعمها للمشاريع الناشئة ذات المجتمعات النشطة. وتوقع محللون إدراج المزيد من عملات الميم ذات القيمة السوقية المنخفضة في المستقبل.

حيث تجاوزت نسبة ارتفاع عملة ACT نحو 2400%، بينما شهدت PNUT زيادة بنسبة فاقت 2200% خلال سبعة أيام الماضية حسب بيانات CoinMarketCap. ما ألهب الحماس بين المضاربين في مجال عملات الميم.

أعلنت منصة بينانس أن التداول بالعملات الرقمية ACT وPNUT سيكون متاحًا على زوج التداول ACT/USDT وPNUT/USDT اعتبارًا من 11 نوفمبر. بينما يمكن للمستخدمين البدء في سحب العملتين اعتبارًا من 12 نوفمبر.

تم إدراج ACT وPNUT مع وسم "بذرة Seed "، و هو  تصنيف يتم منحه للعملات الرقمية التي تكون عادةً في مراحلها الأولى من التطوير، وقد لا تمتلك بعد منتجًا فعّالًا أو قاعدة مستخدمين راسخة. تعتبر هذه العملات ذات تقلبات عالية ومخاطر استثمارية أكبر مقارنةً بالعملات الأخرى المدرجة.

على الرغم من الاهتمام الكبير بإدراج ACT وPNUT، فإن بعض المناطق، مثل الولايات المتحدة وكندا وهولندا. لن تتمكن من تداول هاتين العملتين على منصة بينانس . حيث تمنع القوانين المحلية منصات التداول من تقديم هذه المنتجات العالية المخاطر لمواطنيها بسبب طبيعتها  الضبابية (قمار) و المضاربية.

انتقادات وتحذيرات من الخبراء

في الوقت الذي يحتفل فيه بعض المتداولين بالإدراج الجديد، أطلق بعض الخبراء تحذيرات بشأن تأثير هذه الإدراجات على السوق.

ليونيداس (Leonidas)، وهو خبير في العملات الرقمية، أشار إلى أن بينانس تحولت إلى "محرك لضخ وتفريغ" العملات. مما يضر بالمستثمرين الأفراد ويخلق سوقًا غير صحي لعملات الميم. ويشتري المستثمرون الكبار، أو "حيتان البيتكوين"، هذه العملات عند إدراجها ويقومون ببيعها سريعًا، مما يؤدي إلى خسائر للمستثمرين الصغار.

أوضح ليونيداس أن هذه الاستراتيجية قد تؤدي إلى تضخيم الأسعار لفترة قصيرة. قبل أن تنهار لاحقًا، مما يعرض صغار المستثمرين لخسائر كبيرة. وأكد على ضرورة أن يكون المتداولون على دراية كاملة بالمخاطر المرتبطة بالاستثمار في هذه العملات.

كما أضاف الخبير الاقتصادي مايكل فان دي بوب (Michael van de Poppe) أن التوجه الحالي نحو إدراج عملات ميم ذات قيمة سوقية صغيرة يشكل مخاطرة كبيرة. حيث يتم استخدام هذه العملات للتلاعب في السوق من قبل كبار المستثمرين.

ونصح المتداولين بضرورة توخي الحذر والابتعاد عن الاستثمار في العملات ذات التقلبات العالية بدون دراسة متأنية.

بينانس تفاجئ السوق

بينانس فاجأت الجميع بإدراج عملات ذات قيمة سوقية مُنخفضة مثل PNUT وACT بدلاً من عملات ميم بقيمة مليارات الدولارات.

عادةً ما يكلف إدراج عملة في منصة كبيرة مثل بينانس الكثير من المال. لكن منصة التداول المركزية الرائدة في السوق رفعت رسوم الإدراج لجعل العملية أكثر سلاسة للمشاريع الجديدة.

بشكل غير متوقع، أعفت بينانس رسوم الإدراج للعملتين PNUT وACT، وفقًا لما ذكرته المؤسسة الشريكة للمنصة، إي هي (Yi He)، على منصة إكس.

يأتي هذا بعد أيام من جدل حول اتهامات بفرض رسوم مبالغ فيها على مشاريع العملات الرقمية.

يبدو و كأن بينانس تتخذ نهج جديد نتج عنه تجاهل عملات ذات القيمة السوقية العالية وتفضل إدراج عملات ميم صغيرة .

فقد تجاوزت بينانس أيضًا Neiro Ethereum في سبتمبر (التي كانت قيمتها تزيد عن 250 مليون دولار) لصالح First Neiro On Ethereum (التي كانت قيمتها 15 مليون دولار).

تجادل المنصة بأنها تدرج هذه البدائل ذات القيمة السوقية المُنخفضة لأنها أكثر عضوية وخاضعة لسيطرة المجتمع.

مشاريع عملات رقمية أكثر عضوية تعني أن هذه المشاريع تكون مبنية على أساس مجتمع مستخدمين حقيقي وفعال. وتعتمد بشكل كبير على المشاركة المجتمعية بدلًا من الإعلانات أو الترويج المدفوع.

وقد صرّحت "إي هي" بأن الهدف من هذا النهج هو دعم المشاريع الناشئة ذات المجتمعات النشطة. حيث تسعى بينانس لتقديم فرصة لهذه المشاريع لتثبت نفسها في السوق.

هذه الاستراتيجية تثير تساؤلات حول أولويات بينانس وهل هي مجرد خطوة لتوسيع قاعدة المستخدمين وجذب متداولين جدد أم أنها تهدف فعلاً إلى دعم الابتكار في مجال العملات الرقمية.

توقعات بإدراج المزيد من عملات الميم ذات القيمة السوقية المُنخفضة

يشير إدراج PNUT وACT إلى وجود فرص كبيرة لعملات الميم ذات القيمة السوقية الصغيرة، حيث تتجه الأنظار إلى مشاريع مثل "بيبي أنتشيند" (Pepe Unchained) و"كريبتو أول-ستارز" (Crypto All-Stars) كمرشحين محتملين للإدراج المقبل على بينانس.

هذه المشاريع تعتمد على مجتمعات قوية وتسعى لتطوير البنية التحتية للعملات الرقمية. مثل إطلاق شبكة بلوكتشين من الطبقة الثانية للإيثريوم التي تعد بأن تكون أسرع بمئة مرة وأقل تكلفة من الشبكة الرئيسية.

توقع بعض المتداولين مثل كريبتو بوي (CryptoBoy) تحقيق مكاسب ضخمة لهذه العملات عند إدراجها على المنصات، مشيرًا إلى أن مشروع بيبي أنتشيند قد يحقق زيادة تصل إلى عشرة أضعاف. في المقابل، يجذب مشروع "كريبتو أول-ستارز" اهتمامًا متزايدًا، حيث يهدف إلى توحيد مجتمعات عملات الميم المختلفة تحت منصة واحدة.

وتسعى "بيبي أنتشيند" إلى جمع 27 مليون دولار خلال مرحلة ما قبل البيع، بهدف بناء بنية تحتية متطورة لعملات الميم تعتمد على شبكة الإيثريوم من الطبقة الثانية، وهي خطوة تهدف إلى تحسين السرعة وخفض تكاليف المعاملات مقارنة بالشبكة الرئيسية.

من جهته، أشار الخبير الاستثماري بن أرمسترونغ (Ben Armstrong) إلى أن الاتجاه نحو عملات الميم ذات المجتمعات القوية يمثل تطورًا طبيعيًا في السوق الرقمية، حيث أن المجتمعات القوية والداعمة تضيف قيمة حقيقية لهذه المشاريع، وتجعلها أقل عرضة للتلاعب مقارنة بالعملات الأخرى.

$ACT

$PNUT

$NEIRO

#MarketDownturn #elaouzi #Binance