منذ زمن، تم تداول مقولة شائعة بين متداولي العملات الرقمية: "عندما تقل السيولة في البيتكوين، تنتقل الأموال إلى العملات البديلة." لكن الواقع يقول شيئًا مختلفًا تمامًا، خصوصًا عند دراسة الشارتات الأخيرة للبيتكوين والإيثيريوم والريبل والدوجكوين. إذاً، ما الذي يحدث حقًا عندما يصحح البيتكوين؟
البيتكوين وتأثيره الشامل
البيتكوين ليس مجرد عملة رقمية؛ إنه قائد السوق. عندما يكون في مرحلة تصحيح من قمة سعرية، فإن التأثير غالبًا يكون شاملًا على السوق بأكمله. ما يوضحه الشارت هو أنه عند انخفاض البيتكوين من قمة، تسحب معه جميع العملات الأخرى، سواء كانت إيثيريوم أو ريبل أو دوجكوين. بمعنى آخر، السوق بأكمله يدخل في حالة تصحيحية متزامنة.
ما الفرق بين التصحيح من قمة والتصحيح من قاع؟
تصحيح من قمة: عندما يصل البيتكوين إلى مستويات عالية ثم يبدأ في التصحيح، يتسبب ذلك في تدفق الخوف بين المستثمرين، مما يؤدي إلى بيع مكثف ليس فقط للبيتكوين، بل لكل العملات البديلة. هذا هو الحال الحالي كما نراه في الشارتات.
تصحيح من قاع: على العكس تمامًا، عندما يبدأ البيتكوين في الصعود من مستويات منخفضة (قاع) ثم يدخل في تصحيحات بسيطة، قد تستفيد العملات البديلة من هذا الوضع. ذلك لأن المستثمرين حينها يكونون أكثر ارتياحًا للسوق، ويبحثون عن فرص نمو أعلى في العملات الأخرى.
الدليل من الشارتات
شارت البيتكوين (BTC): يظهر تصحيحًا حادًا من القمة، ما يعكس خروج السيولة بشكل كبير.
شارت الإيثيريوم (ETH): يتبع نفس المسار الهبوطي، مما يؤكد أن العملات البديلة لا تستفيد عندما يكون البيتكوين في وضع تصحيحي من القمة.
شارت الريبل (XRP): أيضًا يواجه انخفاضًا متزامنًا مع البيتكوين.
شارت الدوجكوين (DOGE): انخفاضها الكبير يبرز أن الأموال لا تنتقل إليها كما يُشاع.
الخلاصة
لمن يعتقد أن انخفاض البيتكوين يفتح المجال لانتعاش العملات البديلة، عليكم إعادة التفكير. عندما يسقط البيتكوين من القمة، يسحب السوق بأكمله معه. ولكن عندما يصحح وهو في طريقه للصعود من قاع، هنا فقط يمكن أن نجد العملات البديلة تزدهر.
السوق الرقمي ليس مجرد نظريات؛ إنه سلوك نفسي واستراتيجيات استثمارية مدعومة بالشارتات. لذا، لا تعتمدوا على الافتراضات؛ دعوا البيانات والشارتات تقود قراراتكم.