في مصر عندنا مثل شهير يقول: "التالتة تابتة"، وتفسيره يختلف حسب الموقف، قد تعني التوبة أو النهاية، وهذا بالضبط ما يبدو عليه الوضع الآن. السوق الذي نتحدث عنه قد سقط مرتين، وإذا حدثت السقطة الثالثة، فقد تكون النهاية للأبد.
في المرتين السابقتين، انسحب كثيرون، من بينهم سياسيون وصفوة المجتمع، ولم يتبقَ سوى الفقراء الذين يحاولون استرداد رؤوس أموالهم، بالإضافة إلى المقامرين الذين يصرون على الاستمرار. هذه الأحداث رسخت فكرة لدى السياسيين وصناع القرار بأن هذا السوق غير مستقر ومليء بالمخاطر، بل حتى الذكاء الاصطناعي أطلق عليه تسميات تشير إلى تقلباته، وأصبحوا يحذرون الناس منه، بل وصل الأمر في بعض الدول إلى تجريمه قانونياً.
نتيجة لذلك، تقلصت شعبية العملات الرقمية، رغم ما قد يبدو عكس ذلك على السطح. وللتحايل على هذا الوضع، لجأت العملات الرقمية إلى المؤسسات الكبرى مثل بلاك روك ومورجان ستانلي، لمحاولة كسب ثقة الرافضين عبر صناديق السلع المتداولة (ETF) واستيفاء المعايير الأوروبية لإقناعهم بأنها سوق حقيقية وليست مجرد خيال أو فانتازيا.
ما أطرحه هنا هو مدخل لعدة مقالات مهمة لفهم التحركات القادمة. لمتابعة ما ستفعله تلك المؤسسات المالية، وما ستكون عليه الاتجاهات للدول تجاه سوق العملات الرقمية.