فضيحة Mt. Gox هي واحدة من أشهر وأكبر عمليات الاحتيال أو الاختراق في تاريخ العملات الرقمية. وقعت هذه الكارثة في وقت كانت فيه العملات الرقمية لا تزال في مراحلها الأولى، وأثرت بشكل كبير على ثقة الناس في البيتكوين والعملات المشفرة.
ما هو Mt. Gox؟
منصة Mt. Gox تأسست في عام 2010 في اليابان، وكانت تُعتبر أكبر منصة لتداول البيتكوين في العالم، حيث تعاملت مع حوالي 70% من إجمالي تداول البيتكوين عالميًا في وقتها.
اسم المنصة مأخوذ من "Magic: The Gathering Online Exchange" لأنها بدأت كسوق للعبة بطاقات قبل أن تتحول إلى منصة لتداول البيتكوين.
كيف حدثت الفضيحة؟
1. التعرض للاختراق:
في عام 2014، أعلنت المنصة عن اختفاء 850,000 بيتكوين (ما يعادل حوالي 450 مليون دولار في ذلك الوقت) بسبب اختراق أمني كبير.
السبب وراء الاختراق كان ثغرات أمنية تم استغلالها على مدى سنوات. يعتقد أن العديد من العملات سُرقت تدريجيًا منذ عام 2011.
2. الإفلاس:
بعد الحادثة، قدمت المنصة طلبًا للإفلاس وأغلقت عملياتها بالكامل، مما ترك المستخدمين بدون أي تعويض لفترة طويلة.
هذه الخسارة أثرت بشكل مدمر على سوق العملات الرقمية، حيث انخفضت قيمة البيتكوين بشكل كبير بعد ذلك.
3. التحقيقات والشكوك:
التحقيقات كشفت أن المشكلة لم تكن فقط في الاختراقات، بل أيضًا في سوء إدارة المنصة.
المدير التنفيذي، مارك كاربيليس، تعرض لاتهامات بالاحتيال وتزوير البيانات المالية، وتم القبض عليه لاحقًا.
ما الذي حدث بعد ذلك؟
بعد سنوات من النزاعات القانونية، تم استرداد حوالي 200,000 بيتكوين من الأموال المفقودة، لكنها لا تزال أقل بكثير من إجمالي المبلغ المسروق.
المحكمة عينت وصيًا قانونيًا لإعادة الأموال للمستثمرين المتضررين، لكن العملية بطيئة ومعقدة.
تأثير الحادثة على سوق العملات الرقمية:
1. تراجع الثقة:
خاف المستثمرون الجدد من الدخول إلى سوق العملات المشفرة بسبب قلة الحماية والتنظيم.
2. تعزيز الأمن:
دفعت الحادثة المنصات الكبرى لتحسين أنظمتها الأمنية والتعلم من الأخطاء.
3. الدروس المستفادة:
أهمية الاحتفاظ بالعملات في محافظ شخصية (Cold Wallet) بدلاً من تركها على المنصات.
الحالة الحالية:
حتى اليوم، لا تزال حادثة Mt. Gox تثير الجدل. كثير من المتضررين ينتظرون التعويضات، والبيتكوين نفسه استمر في النمو ليصل إلى قيم قياسية، مما يجعل الفضيحة واحدة من أبرز الأمثلة على مخاطر العملات الرقمية.