في ضل الانخفاض الحالي في سوق العملات المشفرة كثيرا ما نسمع عن التداول بالعواطف اذا ما هو التداول بالعواطف و كيف يؤثر على قراراتنا .
1. ما هو التداول بالعواطف؟
التداول بالعواطف يعني اتخاذ القرارات الاستثمارية بناءً على مشاعر مثل الخوف، الجشع، الأمل، أو الندم بدلًا من الاعتماد على التحليل الموضوعي للبيانات والأسواق. عندما يتداول المتداولون بناءً على العواطف بدلاً من التفكير المنطقي، غالبًا ما يتعرضون لخسائر غير متوقعة، حتى إذا كانت لديهم استراتيجيات تداول جيدة.
2. أهم العواطف المؤثرة في التداول
- الجشع: يعتبر الجشع أحد أكثر العواطف شيوعًا في التداول. عندما ترتفع الأسعار، قد يسيطر الجشع على المتداول، مما يدفعه للاستمرار في الاحتفاظ بأصوله لفترة أطول من اللازم على أمل تحقيق أرباح أكبر. هذا قد يؤدي في النهاية إلى خسارة الفرصة المثالية للبيع أو تعرضه لخسائر كبيرة.
- الخوف: الخوف من خسارة رأس المال قد يدفع المتداولين إلى بيع الأصول في وقت مبكر جدًا أو الابتعاد عن الصفقات المربحة. الخوف يمكن أن يظهر عند تقلبات السوق الحادة، حيث يفقد المتداولون الثقة في خططهم ويندفعون نحو اتخاذ قرارات استباقية غير مدروسة.
- الأمل: الأمل هو شعور إيجابي، لكنه قد يكون مضرًا في التداول. قد يستمر المتداول في الاحتفاظ بصفقة خاسرة على أمل أن تتغير الأمور وتنقلب لصالحه، رغم الأدلة التي تشير إلى أن الصفقة لن تتحسن.
- الندم: يشعر المتداولون بالندم إذا فوتوا فرصة ربح، أو إذا تكبدوا خسائر. هذا الندم قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير منطقية في الصفقات المستقبلية، مما يضاعف الخسائر.
3. كيف تؤثر العواطف على التداول؟
- اتخاذ قرارات سريعة وغير مدروسة: عند تأثير العواطف، قد يتخذ المتداول قرارات سريعة بناءً على تحركات الأسعار اللحظية، بدلًا من الالتزام بخطة التداول الموضوعة مسبقًا.
- المبالغة في المخاطرة: العواطف قد تدفع المتداولين إلى المبالغة في المخاطرة، سواء عبر الاستثمار في أدوات مالية غير مدروسة، أو عن طريق الدخول في صفقات أكبر من المعتاد.
- التأخير في الخروج من الصفقات: الجشع أو الأمل قد يدفع المتداولين إلى تأخير الخروج من الصفقات الرابحة أو الخاسرة، مما يؤدي إلى خسارة المكاسب أو زيادة الخسائر.
4. الانضباط العاطفي وأهميته في التداول
الانضباط العاطفي هو القدرة على التحكم في العواطف وعدم السماح لها بالتأثير على قرارات التداول. يمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع بعض الخطوات:
- وضع خطة تداول محددة: تحديد أهداف واضحة ودقيقة قبل البدء في التداول يقلل من تأثير العواطف. يجب أن تشمل الخطة الاستراتيجية مستوى الدخول، مستوى الخروج، وأوامر وقف الخسارة.
- استخدام أوامر وقف الخسارة (Stop Loss): أوامر وقف الخسارة تحمي المتداول من التأثير العاطفي عند حدوث تقلبات في السوق، وتعمل على إغلاق الصفقات تلقائيًا عند الوصول إلى مستوى خسارة معين.
- تجنب الإفراط في التداول: التداول المفرط يمكن أن يؤدي إلى إجهاد عاطفي، مما يجعل المتداول أكثر عرضة للتأثر بالعواطف. من الأفضل التزام الهدوء والتركيز على الصفقات المدروسة.
- الالتزام باستراتيجية التداول: الانحراف عن استراتيجيتك بسبب العواطف يمكن أن يكون مدمرًا. الالتزام بالخطة الموضوعة مسبقًا يسهم في تخفيف تأثير العواطف.
5. التداول المنظم وإدارة العواطف
يجب على المتداولين تطوير أساليب لتنظيم تداولهم من خلال التحكم بالعواطف. بعض الأساليب تشمل:
- التداول بمبالغ صغيرة: هذا يقلل من الضغط النفسي، حيث أن المخاطر المالية ليست مرتفعة.
- التداول الآلي: الاستعانة بالروبوتات التداولية أو البرامج التي تنفذ الصفقات بناءً على استراتيجيات محددة مسبقًا تقلل من تأثير العواطف على القرارات.
- أخذ فترات راحة: عندما تشعر بالإرهاق أو بأن عواطفك تسيطر عليك، من الأفضل أخذ استراحة قصيرة لإعادة التفكير في استراتيجيتك.
6. **أهمية التعلم من الأخطاء**
عند ارتكاب أخطاء ناتجة عن التداول بالعواطف، من الضروري أن يستفيد المتداول منها لتجنب تكرارها. تحليل الصفقات السابقة وتحديد أين وكيف أثرت العواطف على القرارات يمكن أن يساعد في تحسين الأداء المستقبلي.
خلاصة
التداول بالعواطف هو عدو المتداول الناجح. للتغلب على التأثير السلبي للعواطف في التداول، يجب على المتداولين تعلم التحكم في مشاعرهم والاعتماد على التحليل والاستراتيجيات المدروسة. الانضباط العاطفي وتطبيق إدارة المخاطر بحكمة هما المفتاح لتحقيق النجاح والاستمرارية في الأسواق المالية.
#بيتكوين #bitcoin #جشع #خسارة #ربح