هناك فئة تبحث عن الربح المباشر دون المرور بالطريق المعروف، ويحاولون اختصار الطريق للأسف بطريقٍ أطول، من المهم جداً أن تعرف الطريق إلى أيّ مكانٍ ترغب بالذهاب إليه لاختصار الوقت والجهد والمال والصحة النفسية وعدم التذاكي على الواقع والظن بأنك الوحيد الذكي وكل من سبقوك ليسوا أكثر من أغبياء لأنك ستكون الغبي الوحيد في النهاية وإذا كنت مهتماً بمعرفة هذا الطريق فقط تابع القراءة.
الطريق الرئيسي والمباشر بين أول إيداع لك وبين الحرية المالية هو *المعرفة*، عليك أن تعرف تماماً ماذا تفعل وأن تبتعد عن تجربة طريق الحظ الذي لا تملك فيهِ من أمرك شيئاً وليس أكثر من مقامرة.
لذلك لنعرف بالبداية كيف يخسر الناس، لأننا وقبل أن نفكر بالربح علينا أن نتجنب الخسارة، يخسر الناس بالكثير من الطرق أبرزها هو :
1. بيع القيعان وشراء القمم : كيف يتم ذلك ؟!
يقوم شخص بمشاهدة عملة حققت إرتفاعاً جيدا فيقوم بالشراء على أمل تحقيق المزيد لكنها تقوم بالالتفاف والهبوط عندها سيخاف ويفترض ان السعر سيهبط أكثر فيقرر الخروج وعندها سيكون خسر جزءاً من ماله ثم الذهاب لعملة أخرى وأخرى وهكذا وسيبقى يلهث خلف الشموع الخضراء والهروب من الشموع الحمراء، بالضبط عكس ما يمشي عليه السوق فيدمر محفظته.
2. العقود الآجلة : هناك من يربح منها؟
بالتأكيد خدمة العقود الآجلة خدمة مميزة وتدر أرباح كبيرة برأس مال صغير وهذا هو هدفها وما جاءت لأجله تكبير رأس المال لصغار المستثمرين حتى تكون عملية التداول عملية ذات جدوى، لكن استخدامها وطريقة تداولها محفوفة بالمخاطر وتحتاج إلى شخص يعلم كل تفاصيل العقود الآجلة وكيفية احتساب سعر التصفية وعلى ماذا يعتمد وما هو التعزيز وكيف يحصل على أفضل سعر دخول بتعزيز نسب معينة من راس ماله... الخ والكثير من التفاصيل التي تحتاج إلى متمرس او لدرجة خبير حتى يحقق هدفا يستحق المخاطرة لأجله، وهنا رجاءا لا تستشهد لي بشخص حقق ربحاً ضخماً بالحظ وكان توقعه صحيحاً، انا أحدثك هنا عن الوصول لمرحلة السيطرة على الصفقات وأن تكون جاهزا لجميع السيناريوهات الممكنة، وهذا لمبتدئ في السوق أشبه المستحيل.
3. ارسال نقودك لشخص آخر: هناك من يفعل ذلك!!
للأسف لا زلنا نسمع عن أشخاص يرسلون أموالهم إلى محتالين أقنعوهم بأن هناك ربح ثابت أو أنه محترف وسيتداول بنقوده بدلا منه ويرسل له الأرباح!!، أو بأشخاص دخلوا مواقع مشبوهة غير آمنة ومجموعات بامب أو قاموا بوضع أموالهم في عملات احتيال وما إلى ذلك.
هذه هي أغلب الطرق التي يخسر بها ما نسبته 99% من إجمالي الخاسرين في مجال تداول العملات الرقمية، لذلك ابتعد عنها تماماً وسنرى الآن بعد أن تعلمنا طرق الخسارة كيفية الربح.
أولاً لتبدأ بالربح عليك أن تفهم دورة حياة السوق لتعرف المرحلة الحالية التي بدأت هذا المجال فيها وهي وببساطة كالآتي:(وضعت رقم 1 بناءا على أنها هي المرحلة التي يدخل فيها الأشخاص بالغالب كونها هي المرحلة التي يسمع الناس بها عن مجال العملات الرقمية وشاهدوا أشخاصا يربحون المال وقرروا الاستثمار فيه).
1. سوق صاعد بارتفاعات كبيرة حقق من خلالها أشخاص ربحاً جيداً وبدأوا بجنيه.
(أغلب الأشخاص كانت بدايتهم من هذه المرحلة كونها مرحلة الخوف من ضياع فرصة الربح وفترة أخبار إيجابية عن السوق).
2. تصحيح ناتج عن مبيعات المستثمرين القدامى اللذين يرغبون بحصد شيء من ارباحهم.
(أغلب الأشخاص يبيعون عملاتهم هنا على خسارة بسبب خوفهم من فقدان رأس المال).
3. إعادة الارتفاع واستكمال رحلة الصعود أو الهبوط واستكمال عملية تصريف العملات التي يملكها قدامى المستثمرين.
(هنا تكمن فوائد المعرفة وقرارك بالانسحاب او البقاء هو ما يقرر مصيرك وسنتوسع في هذه المرحلة المهمة في مقال منفصل لأنها المرحلة الأهم وسنرى كيف بإمكانك استثمارها بطريقة تبعدك أميال عن الخسارة).
بكل بساطة هذه هي دورة حياة السوق بالتفصيل وكل شخص دخل السوق شاهد حدوث ذلك، الآن هذه المراحل هي من ضمن دورة كبيرة مقسمة إلى جزئين هما : 1. بير ماركت 2. وبول ماركت
يجب تحديد مكانك في السوق الآن ومعرفة اتجاهه وبعدها تقوم بتحديد المرحلة الحالية والنظر إلى الشارت لتشاهد أنها وعلى سبيل المثال استمرت عملة معينة - ولنفرض أنها البيتكوين كونها مركز قيادة العملات الرقمية - في قاع لمدة عام ونصف تقريبا واستغرق هبوطها 8 أشهر من قمتها تقريبا وأنها في صعود منذ 6 أشهر وسنفكر ونقول نحن الآن في سوق صاعد أي في بول ماركت (اتفقت او اختلفت معي انه بول ماركت ام لا هذا ليس رأيي هذا نتيجة لصعود استمر 6 شهور دون توقف وهذا يسمى بول ماركت)، لنفكر قليلاً ونقول أن من استثمر قبل ستة أشهر دون تصحيح كبير يذكر وارتفع به السوق إلى أكثر من ضعفين ونصف الضعف من سعر دخوله واستغرقه من العمل دون سحب أرباح نصف عام أليس له الحق في سحب بعض الأرباح الكبيرة والاستمتاع بها؟ او حتى بيع ما عدنه خلال الستة أشهر ليغطي تكاليف الكهرباء والصيانة وغيرها؟
بالتأكيد سيجمع بعضاً من أرباحه ليعطي نفسه استراحة المحارب ليعود مجدداً للسوق بعد فترة، وهذا ما يسبب تصحيح قد يستمر لبعض الوقت لحين تأسيس قاعدة دعم جيدة لمتابعة ارتفاعه، عندها سيوفر بعض السيولة الإضافية ويعيد التمركز في نطاق الدعم الجديد.
في هذه المرحلة المعقدة بالذات ومواجهة فكرة ان السوق سيستكمل ارتفاعه ام سيواصل هبوطه تكون الخسارة لأغلب صغار المستثمرين وهنا عليك أن تحدد موقفك أنت ونظرتك للسوق دون الالتفات إلى آراء المحللين والتأثير بالمشاعر السلبية او الإيجابية في السوق واخذ قرار حكيم بناءا على علم وليس على مشاعر والتفكير من منطلق شخص يملك رأس مال كبير أنهى للتو جولة استثمارية لمدة ستة شهور حصد خلالها أكثر من ضعفين لرأس ماله وتقول هل سأكتفي بذلك أم أستمر وهنا تكثر الآراء ويبدأ المحللون أو المنجمين والعرافين بالأحرى بإبداء رأيهم وهنا عليك التوقف كثيراً ومحاولة التعلم وتبدأ بالبحث عن المعرفة التي تقربك قدر المستطاع من القرار الحالي في السوق (مواصلة الارتفاع أم الاكتفاء والهبوط) ولأخذ مثل هذا القرار عليك معرفة أشياء إضافية.
كتبت كثيراً من الأمور والاستمرار بالقرار السليم قد يأخذ شرحا أطول من ما ذكرت وسيتبع هذا المقال مقالا اخر لمشاركة باقي الطريق وكيف بإمكانك الابتعاد عن أخذ القرار الخاطئ والالتزام بطريقة تجعلك جاهزا لكلا الحالتين.
أعتذر على الإطالة وبالتوفيق جميعا