الشخص في الصورة هو لاري فينك (Larry Fink)، الرئيس التنفيذي لشركة BlackRock، أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم. منذ تأسيسها عام 1988، أصبحت بلاك روك لاعباً أساسياً في النظام المالي العالمي، حيث تُدير أصولاً تتجاوز قيمتها 11 تريليون دولار، مما يمنحها تأثيراً يتخطى حدود الشركات ويمتد ليصل إلى الحكومات والبنوك المركزية.
أدوات السيطرة والنفوذ
1. منصة Aladdin:
تعد منصة Aladdin (اختصار لـAsset, Liability, and Debt and Derivative Investment Network) العمود الفقري لبلاك روك. تستخدمها الشركة لتحليل كميات هائلة من البيانات المتعلقة بالأصول، الأسواق، والمخاطر. هذه المنصة ليست أداة داخلية فقط، بل تستعين بها بنوك مركزية كبرى مثل الاحتياطي الفيدرالي والبنك الأوروبي المركزي، ما يجعل بلاك روك جزءاً لا يتجزأ من النظام المالي العالمي.
2. الاستثمارات الضخمة:
تملك بلاك روك حصصاً كبيرة في معظم الشركات المدرجة ضمن مؤشر S&P 500، بما في ذلك شركات التكنولوجيا العملاقة مثل أمازون، آبل، وجوجل. هذه الحصص تمنحها نفوذاً يسمح لها بالتأثير على قرارات تلك الشركات بما يخدم مصالحها واستراتيجياتها طويلة المدى.
3. علاقتها مع الحكومات:
لا يقتصر دور بلاك روك على القطاع الخاص، بل تعمل كمستشار للحكومات في أوقات الأزمات. على سبيل المثال، خلال جائحة كورونا، كُلّفت بلاك روك من قبل الحكومة الأمريكية بإدارة برامج إنقاذ اقتصادي تضمنت شراء سندات بقيمة مليارات الدولارات.
منتجات بلاك روك:
1. الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs):
من أشهر منتجات بلاك روك هي الصناديق المتداولة، والتي تتيح للمستثمرين الوصول إلى مجموعة واسعة من الأصول بأسلوب منخفض التكلفة.
2. الصناديق المشتركة:
تقدم أيضًا بلاك روك مجموعة من الصناديق المشتركة التي تستثمر في أسواق الأسهم والسندات.
3. الاستثمار في العقارات:
تملك بلاك روك عدة صناديق عقارية تستثمر في تطوير وشراء العقارات على مستوى عالمي.
الانتشار الجغرافي:
تعمل بلاك روك في أكثر من 100 دولة ولها مكاتب في العديد من المدن الكبرى حول العالم مثل لندن، هونغ كونغ، دبي، طوكيو، وغيرها. تتمتع الشركة بقدرة على التوسع العالمي من خلال شراكات استراتيجية في الأسواق الناشئة.
الخاتمة
بلاك روك ليست مجرد شركة استثمارية؛ إنها قوة اقتصادية عالمية تؤثر على حياة الملايين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. السؤال الذي يظل مطروحاً هو: كيف يمكن إدارة هذه القوة الهائلة لضمان أن تكون في خدمة الصالح العام، وليس فقط لتحقيق الأرباح؟
بينما يواصل لاري فينك قيادة هذه الإمبراطورية المالية، يبقى العالم مُراقباً لما ستفعله بلاك روك في المستقبل، سواء من حيث تعزيز الاستدامة، أو المساهمة في استقرار الاقتصاد العالمي، أو مواجهة تحديات الانتقادات المتزايدة.