شهدت أسعار العملات الرقمية، وعلى رأسها بيتكوين، تراجعًا حادًا في الأيام الأخيرة، متأثرةً بمخاوف التضخم وتقلبات السياسة النقدية الأمريكية. انخفضت قيمة بيتكوين بنسبة 5%، بينما هبطت إيثيريوم بنسبة 8.5%. وتراجع مؤشر CoinMarketCap 100 Index، الذي يقيس أداء أكبر 100 عملة رقمية، بنسبة 6.80% خلال 24 ساعة السابقة.
يعزو المحللون هذا التراجع إلى بيانات اقتصادية تشير إلى استمرار التضخم، وتصريحات مسؤولين أمريكيين حول تشديد السياسة النقدية. يُتوقع أن تظل العملات الرقمية عرضةً للتقلبات في ظل ترقب المستثمرين لأحداث اقتصادية هامة هذا الشهر، كبيانات التضخم ومحضر اجتماع الفيدرالي.
أسباب التراجع: تضخم مستمر وسياسة نقدية مشددة:
يعود هذا الانخفاض إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية، وفقًا لمحللين. ميني جونغ (Min Jung)، المحللة في شركة بريستو للأبحاث (Presto Research)، أوضحت أن المخاوف من استمرار التضخم أثرت على الأسواق بشكل عام، بما في ذلك سوق العملات الرقمية والأسهم.
وأشارت إلى أن بيانات مؤشر ISM الأخيرة أظهرت نموًا اقتصاديًا أسرع من المتوقع في الولايات المتحدة، مما أدى إلى ارتفاع عوائد السندات ووصول العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى منذ أبريل.
ريتشيل لوكاس (Rachael Lucas)، المحللة في شركة BTC Markets، لفتت إلى أن تعليقات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول (Jerome Powell) في ديسمبر، والتي أشار فيها إلى استمرار المعركة ضد التضخم، زادت من قلق المستثمرين بشأن السياسات النقدية. وأضافت أن توقعات السوق تشير إلى احتمالية إبقاء سعر الفائدة في الولايات المتحدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول.
البيتكوين يواجه ضغوطًا قصيرة الأجل قد تقدم فرص للمستثمرين:
تواجه بيتكوين ضغوطًا قصيرة الأجل مع استمرار تحولات الاقتصاد الكلي وتغير المعنويات في التأثير على الزخم الصاعد. وعلى الرغم من وصولها إلى مستوى قياسي بلغ أكثر من 108,000 دولار في ديسمبر. إلا أن بيتكوين شهدت انعكاسًا مدفوعًا بتعزيز الدولار الأمريكي وزيادة التقلبات وتوخي الحذر بين المتداولين.
أشار جو ماكان (Joe McCann)، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Asymmetric للاستثمار في العملات الرقمية. إلى أنه يتبنى نظرة أكثر تشاؤمًا على المدى القريب مع الحفاظ على موقف صعودي طويل الأجل.
وأكد ماكان أن هناك لحظات في الأسواق الصاعدة حيث تُرجح الاحتمالات المرجحة للنتائج التحرك نحو الانخفاض. حتى لبضعة أسابيع، مما قد يوفر فرصًا لتحقيق عوائد إضافية.
بعبارة أخرى، يمكن أن تكون الانخفاضات قصيرة الأجل فرصة للمستثمرين الأذكياء لكسب أموال إضافية عن طريق الشراء أثناء الانخفاض والبيع عند ارتفاع الأسعار مرة أخرى.
مزيد من البيانات الاقتصادية المهمة المرتقبة:
يشير المحللون إلى أن مسار بيتكوين سيظل مرتبطًا بظروف الاقتصاد الكلي . بما في ذلك سياسة الاحتياطي الفيدرالي وأداء الدولار الأمريكي.
وكتبت QCP Capital في مذكرة للمستثمرين: "على الرغم من دعم التوقعات التنظيمية الإيجابية للسوق. إلا أن المخاطر الهيكلية (الاقتصادية) قد تزيد من التقلبات في يناير".
مع استمرار هذه الديناميكيات، ستظل العملات الرقمية تواجه تحديات معقدة وفرصاً محتملة. ما يضع المستثمرين أمام قرارات حاسمة بشأن استراتيجياتهم في الفترة القادمة.
وفي هذا السياق يترقب المستثمرون أيضًا أحداثًا اقتصادية رئيسية في وقت لاحق من هذا الشهر. بما في ذلك نشر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) وبيانات الوظائف غير الزراعية في وقت لاحق من يوم الجمعة المقبل. بالإضافة إلى نشر بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) في 15 يناير، والتي ستساعدهم على قياس المخاطر المتعلقة بالسياسة النقدية والتضخم.
من المتوقع أن تصل وزارة الخزانة الأمريكية إلى حد ديونها في منتصف الشهر، مما يجبرها على اتخاذ خطوات خاصة لمواصلة دفع فواتير الحكومة. وقد يؤدي ذلك إلى تقلبات في السوق مع تكثيف المناقشات حول هذه القضية.