سبب حبي لدراسة الشارت مش حبى لأرقام وحسابات، فأنا دراستى القانون ،مهنتى المحاماه ، الموضوع مختلف عندى . لان لما ببص على الشارت، بحس إني قدام لوحة فنية بترسم سلوك مجموعة كبيرة من الناس ، الناس دي بتتصرف بناءً على مشاعرهم، خوفهم، طمعهم، تفاؤلهم، تشاؤمهم، وكل ده بيترجم لخطوط وأشكال على الشارت، يجى لى إحساس إن كل حركة فيه بتعكس جانب من جوانب الحياة. كل قمة وكل قاع له معنى وله سبب، وده اللي بيخليني أتعمق فيه أكتر كل يوم ،فهمي للشارت بيساعدني أفهم سلوك الناس، ده حاجة شدتني لفكرة دراسة الشارت هي إن كل حركة فيه بتمثل قرار اتخذه حد ، لما السعر يرتفع، ده معناه إن فيه مجموعة ناس شايفة إن السعر ده هيتحسن، ولما ينزل، ده معناه إن فيه ناس خايفة أو شايفة إن الأمور هتسوء. ده سلوك جماهيري بحت، والأجمل إنه سلوك جماهيري مادي ومعنوي في نفس الوقت. المادي هو إنك بتشوف النتيجة قدامك بالأرقام، لكن المعنوي هو الحالة النفسية اللي ورا القرار ده.

وأنا بحلل الشارت، ساعات بحس إني بشوف نفسي فيه. حياتي، زي الشارت بالظبط، مليانة ups وdowns. في أوقات بحس إني ماشي بخط مستقيم، لا بتحسن ولا بتراجع، زي ما الشارت بيعمل لما يبقى flat. وساعات تانية بحس إني بصعود مستمر، مليان تفاؤل وطاقة زي الترند الصاعد. لكن برضه بتمر عليا لحظات زي الترند الهابط، اللي فيها بحس بالضعف أو الفشل.

الشارت بيعلمك إن مفيش حاجة دايمة. ممكن تكون في قمة النجاح وفجأة يحصل تصحيح، زي ما الشارت بيعمل مع تصحيحات فيبوناتشي. وممكن برضه تكون في قاع، وفجأة تحصل انطلاقة غير متوقعة. وده خلاني أتعلم إن التحليل مش بس للشارت، لكن كمان للحياة.