في عالم التداول بالعملات المشفرة، نسمع كثيراً عن التقلبات الشديدة والارتفاعات والانخفاضات المفاجئة. ومع ذلك، ما لا يتحدث عنه الكثيرون هو ظاهرة مثيرة للاهتمام لاحظتها: الثبات في نقاط محددة، حيث تلتزم الأسعار بمستويات معينة وتتحرك ضمن نطاقات مألوفة دون تجاوزها بشكل كبير.

عند متابعة أحد أزواج التداول خلال فترة زمنية قصيرة، قد تلاحظ أن السعر يميل إلى الارتداد عند نقطة معينة بشكل متكرر، سواء في الصعود أو الهبوط. في كل مرة يصل فيها إلى تلك النقطة، يبدو وكأنه يتوقف للحظة، ثم يعود إلى مساره المعتاد. يمكن تفسير هذه الظاهرة بأنها "مستويات الدعم والمقاومة".

مستوى الدعم هو النقطة التي يجد فيها السعر دعماً ويصعب عليه الهبوط تحتها. عادة ما يكون هذا بسبب زيادة الطلب عند هذه النقطة. من الناحية الأخرى، مستوى المقاومة هو النقطة التي يواجه عندها السعر صعوبة في الارتفاع فوقها، بسبب زيادة العرض.

لكن، في حالة العملات المشفرة، لا تكون هذه المستويات ثابتة فقط بسبب العرض والطلب، بل تلعب العوامل النفسية لدى المتداولين دورًا كبيرًا في تكوينها. عندما يلاحظ المتداولون أن السعر يرتد بشكل متكرر عند نقاط معينة، فإنهم يبدأون في بناء استراتيجياتهم حول تلك المستويات، مما يعزز من قوتها واستقرارها.

تُظهر هذه الحركة أن الأسعار قد تلتزم بأنماط معينة لعدة أسباب:

1. السيولة: بعض العملات المشفرة قد تكون أقل سيولة من غيرها، مما يجعل حركتها محدودة ضمن نطاقات ضيقة.

2. استراتيجيات التداول: المتداولون الذين يعتمدون على التحليل الفني قد يستخدمون مستويات الدعم والمقاومة كمرجع لدخول أو خروج الصفقات، مما يؤدي إلى زيادة النشاط حول تلك النقاط.

3. العوامل النفسية: عند تكرار حركة السعر عند نقاط معينة، يبدأ المتداولون في رؤية هذه النقاط كـ "محطات" طبيعية للسعر، مما يزيد من تكرار الحركة حولها.

في نهاية المطاف، ما لاحظته ليس مجرد صدفة، بل هو انعكاس لعوامل نفسية وسوقية تتفاعل معًا لتكوين نمط يمكن التنبؤ به إلى حد ما. يمكن للمتداولين الاستفادة من هذه الأنماط من خلال تبني استراتيجيات محددة تستغل تلك النقاط الحرجة، سواء كان ذلك للدخول في الصفقات أو تأمين الأرباح.