«وقف الخسارة» أهميته واستخداماته

تعد المتاجرة في أسواق المال من أشهر القنوات الاستثمارية التي تضم ملايين من الأفراد والشركات والكيانات الحكومية والخاصة في أسواقها، وتحظى باهتمام كبير من المستثمرين والمؤسسات المصرفية، ورغم ذلك تكون الخسارة في هذه الأسواق أمرا حتميا، إذا تم الدخول دون خبرة وتعلم للمهارات اللازمة للنجاح في هذه الأسواق.

فبداية لا بد من وجود خطة للمتاجرة، تشمل توزيع السيولة، وتنوع المحفظة، والاحتفاظ بنسبة من الكاش في كل وقت، على أن تناسب هذه الخطة في طريقتها حال السوق، إن كانت صاعدة أو هابطة، حيث يختلف التعامل مع السوق الصاعدة عن السوق الهابطة، حسب المعطيات في كل حالة.

تأتي طريقة المتاجرة في المرتبة الثانية لإدارة المحفظة، بعد تحديد خطة لها، حيث تعني طريقة المتاجرة الاعتماد على التحليل المالي أو الفني أو الجمع بينهما عند اختيار الصفقات والدخول للسوق، حسبما يتقنه المستثمر من أدوات مالية أو فنية، لكن هناك أمرا في غاية الأهمية يغفل عنه بعض المستثمرين ألا وهو "وقف الخسارة" stop loss، حيث يعد وقف الخسارة جزءا لا يتجزأ عند تنفيذ صفقة ما، فعند قرار الدخول في أي صفقة في أي شركة أو ورقة مالية، يقوم المستثمر بتحديد سعر الدخول، وتحديد الهدف الذي يرغب في التخارج عنده، لكن رغم أن القرار من المفترض أن يكون قد جاء بعد دراسة مالية أو فنية، إلا أنه يجب على المستثمر وضع حد يتم الخروج عنده في حال خالف السهم أو السوق توقعاته، حفاظا على رأس المال، وهذا ما يسمى "وقف الخسارة".

وتختلف نسبة وقف الخسارة بين المستثمر والمضارب، فالمستثمر عادة يستخدمها إذا تم كسر الاستراتيجية التي يستخدمها، على سبيل المثال، كأن يقوم بالدخول بعد اختراق متوسط 50 يوما، وبالتالي يكون الخروج من الصفقة عند كسر المتوسط إلى أسفل، أو غير ذلك من الاستراتيجيات طويلة الأمد. أما المضارب اليومي، فيرى كثير من المستثمرين أن يكون وقف الخسارة محددا بنسبة معينة إذا تم النزول إليها يتم الخروج وإغلاق الصفقة، حماية لرأس المال، وهذه النسبة تدور بين 1 و2.5 في المائة كحد أقصى، بحيث إذا هبط السعر عن هذه النسبة يتم تفعيل وقف الخسارة وإغلاق الصفقة.

وهناك عدة استراتيجيات أخرى يمكن اعتمادها لاستخدام وقف الخسارة، من أشهر هذه الطرق: كسر اتجاه صاعد "ترند"، حيث كسره يعني انتهاء الصعود وبداية موجة هابطة، وكذلك كسر متوسط 50 يوما، حيث غالبا يشير كسر هذا المتوسط إلى عملية تصحيح للمسار الصاعد، كذلك كسر السعر لقاع سابق، حيث يعد القاع دعما للسعر، متى تم كسره يتم الخروج وتفعيل وقف الخسارة، أيضا وصول السعر إلى مناطق مقاومة وقمم سابقة مع تضخم المؤشرات الفنية كمؤشر الارسي أو الستوك استك ووجود نسبة تداول عالية، فغالبا ما تعني هذه الإشارات عدم قدرة السعر على تجاوز هذه المنطقة، وبالتالي يكون الخروج عندها أفضل.

والمتمعن في أغلب الخسائر المحققة لدى المستثمرين يجد السبب افتقارهم إلى استخدام وقف الخسارة والاحتفاظ بالأسهم الخاسرة، على أمل عودتها مجددا، وبالتالي تبخر رأس المال، ومتى تم استخدام وقف الخسارة بالشكل المناسب، فقطعا سيوفر عليهم كثيرا من الخسائر، لذلك تحديد وقف الخسارة عند كل صفقة يبقى في غاية الأهمية