البلوكتشين والتوأم الرقمي: ثورة تكنولوجية تُعيد هيكلة مستقبل إدارة العقارات في الإمارات
28 نوفمبر 2024
يشهد قطاع العقارات تحولاً جذرياً بفضل التكنولوجيا المستقبلية، لا سيما تقنية البلوكتشين، التي أصبحت أداةٍ أساسيّةً لتحسين الكفاءة وتعزيز الشفافية في إدارة الأصول العقارية، إذ تُتيح هذه التقنية جمع البيانات من مصادرٍ مُتعددة وتحليلها عبر منصّة موحدة، مما يسهم في اتخاذ قرارات أكثر دقة واستدامة.
ومن بين الدول الحاضنة والداعمة لهذه التكنولوجيا، تقف الإمارات العربية المتحدة في الطليعة، حيث تُركز دولة الإمارات على التحولّ الرقمي لتعزيز الاستدامة وتطوير المدن الذكية. ومع توسّع المبادرات الخضراء وظهور مشاريعٍ مُبتكرة تدعم التحول الرقمي، أصبح تبنّي التقنيات الحديثة، مثل البلوكتشين والتوأم الرقمي، ضرورةً استراتيجية،وذلك لزيادة كفاءة العمليات وتحقيق أهداف الاستدامة.
وفي هذا السياق، تبرز شركة "ماجما" (Magma)، المُتخصّصة في إدارة العقارات، والتي أعلنت مؤخراً توسيع نطاق أعمالها إلى الإمارات من خلال مكتبها الجديد في دبي.
وفقاً لبيانٍ صحفّي، ستدمج الشركة الجديدة بين تقنيات البلوكتشين والتوأم الرقمي لإحداثِ نقلةٍ نوعية في إدارة الأصول العقارية، ومعالجة المشكلات القديمة التي تواجه القطاع، مثل تجزئة البيانات وصعوبة تتبع أداء المباني، إذ تسمح الأدوات المتطورة للمنصّة بربط مختلف الجهات المعنية ضمن منظومة رقمية موحدة، مما يجعل إدارة العقارات عملية أكثر شفافية وفعالية.
وتتمثّل أحد الإنجازات البارزة للشركة باستخدام تقنية Digital Twin Token" (DTT®)" لترميز مبنى في باريس. وتجمع هذه التقنية كافّة البيانات المُتعلّقة بالعقارات، بدءاً من النماذج ثلاثية الأبعاد وحتى المقاييس التشغيلية، ضمن منصة موحدة تتيح التتبع والمراجعة بمرونة عالية.
وعبر التعاون مع شركاتٍ تقنيّةٍ رائدة، مثل "أكيلا"، تسعى "ماجما" إلى تقديم حلول شاملة تتضمن تحسين كفاءة الطاقة، والصيانة التنبؤية، وتتبع الأثر البيئي للمباني. ويهدف هذا التكامل بين أدوات "إنترنت الأشياء" وتقنيات التوأم الرقمي إلى تقليل الفاقد وتحسين جودة الخدمات العقارية.
مع دخولها إلى السوق الإماراتية، تسعى "ماجما" إلى المساهمة في تحقيق رؤية الإمارات للتحول الرقمي في قطاع العقارات، إذ تستعدّ الشركة لمرحلة جديدة من الابتكار، من خلال دمج الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات المتقدم، مما يُعد بنقلة نوعية نحو إدارة عقارات أكثر ذكاءً واستدامة.
وفي مسعى مُشابه، أعلنت شركة التمويل والإقراض اليابانية "سوميتومو ميتسوي" (SMFL)، التابعة لمجموعة "سوميتومو ميتسوي المالية"، في مارس من هذا العام، عن بدءِ مبادرةٍ تجريبيّة لاستكشاف إمكانيات ترميز الأصول والأملاك في قطاع العقارات. ولتحقيق هذا المسعى، تعاونت الشركة مع منصة الترميز الأمريكية "Vertalo"، بهدفِ تقديمِ نموذجٍ جديد قائم على تكنولوجيا البلوكتشين لتداول العقارات والمنتجات ذات الصلة.