منشور اعتذار وتوضيح بشأن حكم معاملات Binance Earn في الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
أود أن أقدم هذا المنشور لتوضيح مسألة حكم Binance Earn في الإسلام، وللاعتذار إذا كانت مشاركاتي السابقة قد أثارت أي لبس أو جدل حول هذا الموضوع.
توضيح مسألة الحكم الشرعي لـ Binance Earn
برنامج Binance Earn يتيح للمستخدمين كسب عوائد من خلال استثمارات في العملات الرقمية، مثل العملات المستقرة (USDT أو BUSD)، وذلك عبر منتجات مثل الادخار المرن أو الثابت. ومع ذلك، فإن السؤال الشرعي يتعلق بمدى توافق هذه العوائد مع أحكام الشريعة الإسلامية.
متى تكون العوائد ربا؟
الربا يُعرف بأنه الزيادة المشروطة على رأس المال مقابل الزمن فقط، وهو محرم بنصوص واضحة في القرآن الكريم والسنة النبوية.
قال الله تعالى:
> "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (سورة آل عمران: 130).
إذا كانت العوائد مضمونة وثابتة بغض النظر عن المخاطر أو النشاط الاستثماري، فإن ذلك يدخل في دائرة الربا المحرم.
متى تكون العوائد حلالاً؟
1 -إذا كانت العوائد تأتي من نشاط اقتصادي مشروع، مثل تقديم السيولة للتداول أو المشاركة في مشروع ما بالربح والخسارة وآلله اعلم
2 -إذا كانت العوائد متغيرة وغير مضمونة وتعتمد على الأداء الاقتصادي للنشاط وآلله اعلم
جدل شرعي في الحكم:-
يرى بعض العلماء أن أي معاملة مالية تقدم عوائد مضمونة على رأس المال تعتبر محرمة لأنها تقع تحت شبهة الربا.
بينما يرى آخرون أنه إذا كانت العوائد نتيجة استثمار حقيقي دون ضمان كامل لرأس المال، فقد تكون جائزة إذا خلت من الأنشطة المحرمة.
نصيحة عامة للمستثمرين المسلمين:-
1. التأكد من قراءة شروط وأحكام المنتجات الاستثمارية مثل Binance Earn لفهم طبيعة العوائد ومصادرها.
2. استشارة علماء الشريعة أو هيئات الفتوى الموثوقة للحصول على حكم شرعي واضح بناءً على تفاصيل كل معاملة.
3. تجنب الأنشطة المالية التي تثير الشكوك أو التي تكون فيها العوائد مضمونة بشكل كامل.
الاعتذار والتوضيح:-
أعتذر لكل من قد يكون تأثر بمعلومات غير واضحة في السابق. إن الحكم على معاملات مثل Binance Earn يتطلب تدقيقًا شرعيًا، وقد تختلف الآراء بين العلماء بناءً على تفاصيل المنتج وآلله أعلي وأعلم.
أسأل الله أن يوفقنا جميعًا لما فيه الخير والصواب، وأن يرزقنا رزقًا حلالًا طيبًا مباركًا فيه، وأن يجنبنا الحرام وشبهاته.
إلى إخوتي وأحبتي في الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أتقدم إليكم بخالص الشكر والتقدير على نصحكم الصادق وتنبيهكم لي إلى خطئي. والله يعلم أنني أعتز بكوني محاطًا بإخوة مثلكم، لا تأخذهم في الحق لومة لائم، يسعون دومًا إلى الخير ويسددون الخطى بما يرضي الله.
وأقرّ أنني لست بشيخٍ أو عالم، وإنما ما زلت في بداية طريقي، أتعلم وأتفقه في أمور ديني من أساتذتي وبالبحث والاجتهاد. وكل ما يصدر مني من قولٍ أو رأي، فهو محض اجتهاد يحتاج دائمًا إلى المراجعة والتمحيص.
أسأل الله أن يجعلني وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجزيكم خير الجزاء على حرصكم وحبكم للخير. وجعلنا الله وإياكم مفاتيح للخير مغاليق للشر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته