الأفكار الأساسية

  • السندات هي أوراق مالية تمثل دينًا تصدرها الحكومات أو البلديات أو الشركات، مما يوفر خيارًا استثماريًا مستقرًا بمدفوعات فائدة منتظمة وعائد على رأس المال عند تاريخ الاستحقاق.

  • على غرار الأصول المالية الأخرى، تتأثر أسعار السندات والعائدات بشكل مباشر بمعدلات الفائدة والظروف الاقتصادية، ولكنها تميل إلى أن تكون أقل تقلبًا من العملات الرقمية والأسهم.

  • يمكن أن توفر أسواق السندات وعلاقتها بمعدلات الفائدة رؤية حول الحالة الحالية والمتوقعة للاقتصاد، مما يؤثر على توجهات المستثمرين في العملات الرقمية والأسهم والأسواق الأخرى.

المقدمة

السندات هي أدوات مالية توفر طريقة للحكومات والشركات لزيادة رأس المال وتقديم خيار استثماري مستقر نسبيًا للمستثمرين. نوضح في هذا المقال ماهية السندات، وآلية عملها، ودورها في الأسواق المالية. سنناقش أيضًا العلاقة بين السندات وتوجهات السوق ونستكشف التأثير المحتمل للسندات على أسواق العملات الرقمية.

ما هي السندات؟

السند هو ورقة مالية تمثل دينًا، مثل إقرار بالديون المستحقة. عند شراء سند، فأنت تقرض جهة الإصدار أموالًا، والتي قد تكون حكومة أو بلديّة أو شركة. وفي مقابل هذا القرض، توافق جهة الإصدار على دفع الفائدة لك (يُشار إليها بالقسيمة) على فترات منتظمة وإعادة المبلغ الأصلي (القيمة الاسمية) عند استحقاق السند.

أنواع السندات

1. السندات الحكومية: صادرة عن الحكومات الوطنية، ومن الأمثلة عليها سندات الخزانة الأمريكية، وسندات الحكومة البريطانية، والسندات الألمانية.

2. سندات البلدية: تصدرها الحكومات المحلية أو البلديات لتمويل المشروعات العامة مثل المدارس والطرق السريعة.

3. سندات الشركات: تصدرها الشركات لزيادة رأس المال للتوسع أو للعمليات التشغيلية أو غيرها من الأنشطة التجارية.

4. سندات الادخار: سندات منخفضة القيمة تُصدرها الحكومات عادةً لصغار المستثمرين.

ما آلية عمل السندات؟

الإصدار والتسعير

عند إصدار السندات، يكون لها قيمة اسمية، ومعدل قسيمة، وتاريخ استحقاق. القيمة الاسمية هي مبلغ قيمة السند عند الاستحقاق، وسعر القسيمة هو معدل الفائدة الذي ستدفعه جهة الإصدار لحامل السند. تُباع السندات في السوق الأولية عند إصدارها لأول مرة ثم يتم تداولها في السوق الثانوية.

السوق الأولية هي المكان الذي يشتري فيه المستثمرون السندات مباشرةً من جهة الإصدار، مثل الحكومات أو الشركات. بعد البيع الأولي، يمكن تداول السندات بين المستثمرين في السوق الثانوية، حيث تتقلب الأسعار بناءً على عوامل مثل معدلات الفائدة والظروف الاقتصادية والجدارة الائتمانية لجهة الإصدار. توفر السوق الثانوية السيولة، مما يمكّن المستثمرين من شراء وبيع السندات قبل استحقاقها.

مدفوعات الفائدة

يتلقى حاملو السندات مدفوعات الفائدة على فترات منتظمة، وعادةً ما تكون نصف سنوية أو سنوية. وتمثل هذه المدفوعات نسبة مئوية ثابتة من القيمة الاسمية للسند. على سبيل المثال، سند قيمته الاسمية 1,000$ ومعدل القسيمة 5%، ستكون مدفوعات الفائدة 50$ في السنة. مثال على ذلك سندات الخزانة الأمريكية ذات الاستحقاق بعد 10 سنوات ومعدل قسيمة بنسبة 2%، ستكون مدفوعات الفائدة 20 دولارًا سنويًا على السند بقيمة 1,000 دولار.

الاستحقاق

تاريخ الاستحقاق هو التاريخ الذي يتعين فيه على جهة الإصدار سداد القيمة الاسمية للسند إلى حامل السند. يمكن أن يكون للسندات تواريخ استحقاق قريبة الأجل (أقل من 3 سنوات)، أو تواريخ استحقاق متوسطة الأجل (3-10 سنوات)، أو تواريخ استحقاق بعيدة الأجل (أكثر من 10 سنوات).

على سبيل المثال، قد يكون تاريخ الاستحقاق لسند شركة قصير الأجل أصدرته شركة أبل في غضون عامين، في حين أن تاريخ استحقاق سند البلدية متوسط الأجل الذي أصدرته مدينة لوس أنجلوس بعد 7 سنوات. كما تُستَحق السندات طويلة الأجل، مثل سندات الخزانة الأمريكية لمدة 30 عامًا، بعد ثلاثة عقود.

دور السندات في الأسواق المالية

أصول الملاذ الآمن

غالباً ما تُعتبر السندات، لا سيما السندات الحكومية، أصول الملاذ الآمن، حيث إنها عادةً ما تكون أقل تقلبًا من العملات الرقمية والأسهم، وتوفر عائدات يمكن التنبؤ بها. غالبًا ما يلجأ المستثمرون إلى السندات في أوقات عدم اليقين الاقتصادي أو في أوقات تقلب الأسواق.

توزيع الأصول في الحافظة الاستثمارية

يساعد وجود السندات في الحافظة الاستثمارية على تنويع المخاطر، ففي حين أن الأسهم يمكن أن تقدم عائدات مرتفعة، فإنها عادة ما تكون أكثر خطورة، ويمكن أن توفر السندات توازنًا، وتقلل المخاطر المالية الكلية للحافظة الاستثمارية.

مؤشر معدل الفائدة

تتأثر أسعار السندات وعائداتها بمعدلات الفائدة. فعندما ترتفع معدلات الفائدة، تنخفض أسعار السندات، والعكس صحيح. وهذه العلاقة العكسية تجعل السندات مؤشرًا رئيسيًا لاتجاهات معدلات الفائدة والسياسات النقدية.

العلاقة بين السندات وتوجهات السوق

المؤشرات الاقتصادية

تتم مراقبة أسواق السندات عن كثب كمؤشرات للصحة الاقتصادية. على سبيل المثال، يمكن أن يشير منحنى العائد، الذي يوضح عائدات السندات ذات فترات الاستحقاق المختلفة، إلى التوقعات الاقتصادية. وغالباً ما يُنظر إلى منحنى العائد المعكوس، حيث تكون العائدات قصيرة الأجل أعلى من العائدات طويلة الأجل، على أنه مؤشر على الركود.

سلوك المستثمرين

توجهات السوق تؤثر على أسعار السندات، فعندما يكون المستثمرون واثقين في الاقتصاد، قد يبيعون السندات للاستثمار في الأسهم، مما يؤدي إلى انخفاض أسعار السندات. وعلى العكس من ذلك، خلال فترات عدم اليقين، قد يُقبل المستثمرون بقوة على السندات، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض العائدات.

تأثير السندات على أسواق العملات الرقمية

خيارات الاستثمار

في أوقات الاستقرار الاقتصادي، قد يفضل المستثمرون استقرار السندات مقارنة بالاستثمار في العملات الرقمية، مما قد يؤدي إلى تدفق رأس المال إلى خارج أسواق العملات الرقمية. لكن في فترات انخفاض معدلات الفائدة أو عدم اليقين الاقتصادي، قد يلجأ بعض المستثمرين إلى العملات الرقمية نظرًا لاحتمالية الحصول على عائدات أعلى.

بعبارة أخرى، غالبًا ما يختار المستثمرون السندات بسبب معدلات الفائدة واستقرارها، بينما يُنظر إلى الأسهم والعملات الرقمية على أنها أصول أكثر تقلبًا مع إمكانات نمو أعلى.

التحوط وتوزيع الأصول

يستخدم بعض المستثمرين السندات للتحوط في صفقاتهم في سوق العملات الرقمية شديدة التقلب. يمكن أن توفر السندات دخلًا ثابتًا وتعوض المخاطر المرتفعة المرتبطة بالعملات الرقمية. من الناحية العملية، تمتلك العديد من المحافظ الاستثمارية مزيجًا من أنواع الأصول المختلفة لتقليل المخاطر المالية.

البيئة التنظيمية

البيئة التنظيمية للسندات بيئة مستقرة وراسخة، في حين أن سوق العملات الرقمية لا يزال قيد التطور، ويمكن للتغييرات في اللوائح التنظيمية المتعلقة بالسندات، مثل تعديلات أسعار الفائدة التي تفرضها البنوك المركزية، أن تؤثر بشكل غير مباشر على سوق العملات الرقمية من خلال التأثير على سلوكيات المستثمرين.

أفكار ختامية

السندات عنصر مهم في الأسواق المالية، حيث تقدم خيارًا استثماريًا مستقرًا وتمثل مؤشرًا للصحة الاقتصادية. كما أنها تقدم فوائد متعددة فيما يتعلق بتوزيع الأصول وتلعب دورًا مهمًا في تشكيل توجهات السوق. يمكن أن يساعد فهم آلية عمل السندات وتأثيرها على السوق الأوسع نطاقًا المستثمرين على اتخاذ قرارات واعية وبناء محافظ استثمارية أكثر مرونة وتنوعًا.

مقالات ذات صلة

إخلاء مسؤولية: يُعرض هذا المحتوى لك "كما هو" بهدف تقديم معلومات عامة وللأغراض التعليمية فقط، دون أي إقرارات أو ضمانات من أي نوع. وينبغي عدم تفسيره على أنه نصيحة مالية أو قانونية أو مهنية، ولا يُقصد به التوصية بشراء أي منتج أو خدمة بعينها. ويجب عليك الاستعانة بمشورة متخصصة من استشاريين متخصصين. في حال كانت المقالة مقدمة من طرف خارجي، يُرجى العلم أن الآراء المُقدمة خاصة بهذا الطرف الخارجي ولا تعكس بالضرورة آراء أكاديمية Binance. يُرجى قراءة إخلاء المسؤولية بالكامل هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل. قد تتعرض الأصول الرقمية لتقلبات الأسعار، وقد تزداد قيمة استثمارك أو تنخفض بل وقد لا تسترد المبلغ الذي استثمرته. وتتحمل وحدك مسؤولية قراراتك الاستثمارية ولا تتحمل أكاديمية Binance مسؤولية أي خسائر قد تتكبدها. يجب عدم تفسير هذه المقالة على أنها نصيحة مالية أو قانونية أو مهنية. للمزيد من المعلومات، يرجى الاطلاع على شروط الاستخدام وتحذير المخاطر.